الْخُطْبَةِ الْأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ ، (خلق الإنسان* عِلْمِه البيان) وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ . عِبَادِ اللَّهِ : أُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ ، قَالَ تَعَالَى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سديدا) . فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ ؛ يَأْمُرُنَا اللَّهُ تَعَالَى بِلُزُوم الْقَوْل السَّدِيد ، وَهُوَ النُّطْقُ بِأَفْضَل الْكَلَام وَأَطْيَبُه ، وَخَيَّرَه وأصوبه ، مِمَّا يَعُودُ بِالنَّفْع عَلَى الْمَرْءِ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ ؛ فَمِنْ أَعْظَمِ الْقَوْل السَّدِيد : أَنْ يُكْثِرَ الْإِنْسَانِ مِنْ ذِكْرِ رَبِّهِ ، فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِهِ وَأَحْوَالِهِ ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذَكَرًا كثيرا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأصيلا) .
وَمَن الْقَوْل السَّدِيد : أَنْ يَلْتَزِمَ الْمَرْء الصِّدْقِ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ ، اِسْتِجَابَةٌ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى الْقَائِل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَع الصادقين) . ليكتبه اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ الصِّدِّيقِينَ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا » . وَيُدْخِلُه جُنَّةٌ النَّعِيم ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ ؛ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ » . وَذَكَر أَوَّلُهَا : « اُصْدُقُوا إذَا حُدِّثْتُمْ » . وَمَن الْقَوْل السَّدِيد : مَا يَطِيبُ خَاطِرًا مَكْسُورًا ، أَوْ يَدْخُلَ عَلَى الْقُلُوبِ فَرَحًا وَسُرُورًا ؛ مِنْ الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَالْقَوْل الْحَسَن ، قَالَ تَعَالَى : (وقولوا لِلنَّاس حسنا) . أَي : لِيَنُوء فِي الْقَوْلِ لِلنَّاس جَمِيعًا ، عَلَى اخْتِلَافِ أَلْوَانُهُم وَأَدْيَانُهُم ؛ فَذَلِكَ مِمَّا يُدِيم العَلاَقَات ، وَيَشِيع التَّالِفِ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ ، وَيَكُونُ سَبَبًا فِي دُخُولِ الْجَنَّات ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « اتَّقُوا النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَة طَيِّبَة » . فاللهم وَفَّقَنَا لِقَوْل سَدِيد طَيَّب ، نَتَقَرَّبُ بِهِ إلَيْك ، وَيَنْفَعُنَا يَوْمَ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ،
فاستغفروه أَنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ تَبِعَ هَدِيَّة .
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَالْإِكْثَارُ مِنْ الْقَوْلِ السَّدِيد ؛ لتنالوا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ ، وتظفروا بِالسَّلَامَة فِي أَنْفُسِكُمْ ؛ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا تَكَلَّم فَغَنِم ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ » .
هَذَا ، وَصَلَّوْا وَسَلِّمُوا عَلَى خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ : سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّد ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ . اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ قَوْلًا صَادِقًا ، وَقَلْبًا خَاشِعًا ، وَعَمَلًا صَالِحًا ، وَإِن تُجْعَل كلماتنا شَاهِدِه لَنَا لَا عَلَيْنَا . اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُون ، وَعَن الْخَوْضُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِم مبتعدون .
اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا وَعَنْ الْعَالَمِين الْوَبَاء ، يَا مُجِيبَ الدُّعَاء ، وَمُحَقَّقٌ الرَّجَاء . اللَّهُمّ وَفْق رَئِيسُ الدَّوْلَةِ الشَّيْخ خَلِيفَةُ بْنُ زَائِد وَنَائِبُه وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِين ، وَإِخْوَانِه حُكَّام الْأَمَارَات ؛ لِمَا تُحِبُّه وترضاه . اللَّهُمَّ ارْحَمْ الشَّيْخ زَائِد وَالشَّيْخ مَكْتُوم ، وَشُيُوخ الْأَمَارَات الَّذِين انْتَقَلُوا إلَى رَحْمَتِكَ ، وَأَدْخَلَهُم بِفَضْلِك فَسِيح جناتك . اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاء الوَطَن الأوفياء ، وَارْزُق ذويهم جَمِيل الصَّبْر وَعَظِيم الْجَزَاء . وَارْحَم يَا رَبَّنَا آبَاءَنَا وأمهاتنا ، وَمَنْ لَهُ حَقُّ عَلَيْنَا . وَآدَم اللَّهُمَّ عَلَى دَوْلَة الْأَمَارَات الْخَيْر وَالْفَضْل .
اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنْ الْقَانِطِينَ ، اللَّهُمّ أغثنا ، اللَّهُمّ أغثنا ، اللَّهُمّ أغثنا . رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .
وَأَقِمْ
الصَّلَاةَ